الوصف
يضم هذا الكتاب بين طياته دراسة تاريخية غطت الفترة الزمنية الواقعة بين 1865م تاريخ وفاة الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله وبدء الصراع بين أبنائه بشأن الحكم، وسنة 1902م تاريخ استعادة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مدينة الرياض وتأسيس الدولة السعودية الثالثة.
وتحدثت الدراسة عن التطورات السياسية الداخلية في نجد وذلك من خلال خمسة فصول تناول الفصل الأول الأوضاع السياسية في نجد عند ظهور الدعوة الوهابية، وطبيعة هذه الحركة، ومن ثم ظهور آل سعود وتبنيهم لها، وتوظيفها سياسياً لخدمة أهدافهم وطموحاتهم من خلال اتفاقهم مع مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1745م، وقيام الدولة السعودية الأولى (1745-1818م)، وسقوطها على يد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر بدعوة من الدولة العثمانية، ثم قيامها من جديد على يد الإمام تركي بن عبدالله (1823-1834م) وابنه فيصل بن تركي (1843-1865م).
وكرس الفصل الثاني لدراسة أسباب الصراع المسلح بين أبناء الإمام فيصل بن تركي بعد وفاته عام 1865م، وميادين ذلك الصراع، وآثاره السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة نجد.
فيما تطرف الفصل الثالث إلى موقف الدولة العثمانية من الصراع المسلح بين الإمام عبدالله وأخيه سعود، والذي اتخذته ذريعة لبسط سيطرتها الفعلية على المنطقة الساحلية من الخليج العربي والمناطق الداخلية من شبه جزيرة العرب، فقد قامت بإعداد حملة عسكرية عام 1871م تمكنت فيها من استعادة سيطرتها على إقليم الإحساء بحجة الوقوف إلى جانب الإمام عبدالله بن فيصل ضد أخيه سعود، والذي عدته متمرداً على الدولة.
كما أوضح الفصل دور آل الرشيد في تفتيت وحدة الدولة السعودية الثانية من خلال تشجيع الحركات المناوئة لحكم آل سعود، ومن ثم فرض سيطرتهم على عاصمة آل سعود، الرياض ابتدأً من عام 1891 حتى عام 1902م، كما تعرضت إلى موقف بريطانيا من ذلك الصراع الأسري.
واستعرض الفصل الرابع محاولات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لاستعادة ملك آبائه وأجداده من سيطرة آل الرشيد، وكانت المحاولة الأولى عام 1900م، في أثناء الحملة التي قادها مبارك الصباح أمير الكويت آنذاك والتي عرفت بموقعة الصريف، حينما تمكن الملك عبد العزيز آل سعود من محاصرة مدينة الرياض قرابة أربعة أشهر، إلّا أن سرعان ما اضطر إلى رفعه بعدما مني مبارك الصباح بهزيمة ساحقة على يد ابن رشيد في آذار/ مارس عام 1901م، عاد بعدها إلى الكويت.
وتناول الفصل الخامس بعض التنظيمات السياسية والإدارية والمالية والعسكرية التي كانت قائمة أيام الدولة السعودية الثانية، والتي أهملت أو تعرضت للتغيير بعد سيطرة آل رشيد على الرياض، لكن سرعان ما عادت إليها الحياة بعد عودة آل سعود إلى الحكم عام 1902م، وقد شملت تلك التنظيمات رئيس الدولة (الإمام) وولي عهده وأمراء الأقاليم والواجبات الملقاة على عاتق كل واحد منهم، والصلاحيات التي كانوا يتمتعون بها. وتنظيم الجيش وكيفية إعداده وتعبئته في أثناء القتال، والسلاح الذي كان يستخدمه في المعركة. والنظام المالي والضريبي الذي كانت تعتمده الدولة السعودية الثانية، ورصد حالات التلاعب بالموازين والمكاييل، ومراقبة الأسواق لمنع التجاوز على حقوق الناس، في الوقت نفسه تفحص الفصل نظام التعليم وأهميته في حياة الفرد والمجتمع.