الوصف
تحتل قبيلة عنزة الوائلية المعاصرة مكانة هامة في التاريخ العربي المعاصر، ليس فقط لأنها القبيلة الأكثر عدداً من قبائل العرب الأخرى، بل لارتباطها بأشهر بيت عربي حاكم وهو البيت السعودي الكريم.
نتيجة لذلك فقد نوقش تاريخ وجذور هذه القبيلة كثيراً في السنوات الأخيرة، سواء في الصحف اليومية أو في الدوريات التراثية المتخصصة مثل مجلة العرب وغيرها.
والكتاب الذي بين يدينا يتحدث عن الجذور التاريخية لهذه القبيلة الوائلية في الجزيرة العربية وذلك في عدد من الفصول: الأول: يتحدث عن الأسس التي اتبعناها في دراسة تاريخ هذه القبيلة، فصل فيه بطونها كما ردت في كتب الأنساب المنقولة عن ابن الكلبي وكما وردت وفق التداخلات التاريخية ورسمنا مشجرات لذلك. الثاني: تاريخ ربيعة الجالهلي وأبرز أحداثه على مرحلتين: ما قبل حرب البسوس ثم ما بعدها. الثالث: تناول ربيعة وبطونها زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، واتخذ فيه الترتيب الذي وفدت به بطون ربيعة إلى الرسول الكريم أساساً ودليلاً على توزيع بطون ربيعة خلافاً لاتباع ما نقل عن أبي الكلبي حرفياً، ثم تناول دور ربيعة في عهد الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم). الرابع: تناول تاريخ ربيعة في العهد الأموي الأول بشقيه السفياني ثم المرواني ووضح في التمهيد ميول قبائل ربيعة إلى جانب الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في الخلاف الذي نشب بينه وبين معاوية بن أبي سفيان. الخامس: رآه تخصيص فصل لقبائل ربيعة ووضعها السياسي أواخر العهد الأموي، تناول العسف المضاد لقبائل ربيعة من قبل القبائل الموالية لبني أمية وما أفرزه هذا الأمر من أمور كان أبرزها انهيار الدولة الأموية. السادس: تناول تاريخ ربيعة في العصر العباسي الأول، السابع: تناول أول دولة ربعية في الإسلام، وهي الدولة الحمدانية بشقيها في الموصل وحلب.
وفي الفصلين الأخيرين بينا مرحلة جديدة من التاريخ الربعي برز فيه اسم عنزة كنسب شامل والجد وائل كعزوة ونسب أعلى، وبروز قبيلة عنزة الوائلية المعاصرة كأكبر قبيلة عربية في الجزيرة في الخمسة قرون الأخيرة، وناقشا الأسباب المحتملة لهذا الأمر المتوافقة مع الإشارات البسيطة في مصادر شحت وندرت في هذه المرحلة التاريخية.