الوصف
تتميز الصورة الخطية في الغرب ومختلف دول العالم للتيارات الدينية في السعودية، باعتبار أن الشعب السعودي كل من أتباع نمط مذهبي واحد، متجاهلين حقيقة تنوع ألوان الطيف الإسلامي والفكري المكوّن في مجمله الصورة السعودية، في ما يمكن اعتباره قطع الفيفساء الصغيرة التي تكون خارطة التنوع في المملكة العربية السعودية التي يصفها البعض بأنها معقل الوهابية والفكر السنّي الحنبلي، لكن الحقيقة مختلفة، فالشعب السعودي من أكثر شعوب المنطقة تنوعاً من حيث اتباع المذاهب، السنية والشيعية، والصوفية، واتباع التيارات السياسية والفكرية والأيديولوجيات بكافة أشكالها، لذا كانت تسمية الكتاب الفسيفساء السعودية تعبيراً عن هذه الأجزاء المتباينة الألوان التي تكوّن المشهد السعودي من هنا، فإن هذا الكتاب يعتبر بمثابة مساهمة في توضيح مدى تأثير الأشخاص في إيجاد صورة غير صحيحة عن روح الإسلام، فالرجال يُعرَفون بالدين ولا يعرف الدين بالرجال، ولكن ما يحصل في القرب هو عكس هذا، فالإعلام الغربي يضم الإسلام بالإرهاب والتشدد والرجعية والتخلف، مستدلاً على ذلك ببعض الشباب الإسلامي الذين يتبعون أشخاصاً ويستشهدون بهم وكأنهم ظل الله على الأرض، بينما يبقى الإسلام غريباً تطبيقاً وفهماً وتفسيراً وعلماً وعملاً ومهما يكن من أمر، فقد رأى المؤلف، أنه من الضرورة بمكان البحث، ومن خلال آليات البحث التاريخية العلمية المحايدة، في الأديان والمذاهب والتيارات الدينية والفكرية والسياسية التي عاشت تاريخياً على أرض الجزيرة العربية، وهي الإطار الجغرافي للمملكة العربية السعودية، وتبيُّن ظروف نشأتها وأفكارها، من خلال المعتقدات الإيمانية، الدينية أو الفلسفية، أو من الاقتباس السياسي، والتحولات التي حصلت فيها، وطريقة عملها، من خلال البحث والتحليل لعلاقتها مع المؤسسة السياسية والدينية الرسمية وإلى هذا فإن الكتاب لا يستهدف تقييم صواب هذه التيارات أو خطئها، لأن تناولها سيكون محايداً قدر الإمكان، حيث يعمل المؤلف في الجزء الأول من الكتاب بشكل قد يغلب عليه الأسلوب السردي، لاعتماده في كتابته على مصادر تاريخية، بينما عمل على التدخل بشيء من التحليل الفكري الديني والسياسي في الدولة السعودية الحديثة، نظراً لتعايشه مع هذه المرحلة بشكل يمكّنُه من التحليل والشرح والتوضيح والتعليق، مع حرصه على ألّا يكون هناك حكم من جهته بصواب أو بخطأ لأي طرف من أطراف المعادلة السعودية، وذلك يشمل الحقائق التي ترد في ثنايا الكتاب، إذ هي لا تمثل سوى قواعد لعملية البحث العلمي أما منهج الدراسة الذي اعتمده المؤلف في المنهج الوصفي، والمنهج التحليلي 1- المنهج النظري الوصفي المكتبي تم استخدام المنهج الوصفي لتطبيق هذه الدراسة، وذلك لمناسبته لتحقيق أهداف الدراسة، وذلك من خلال الاطلاع على البيانات لتكون خلفية علمية عن الموضوع، وبالرجوع إلى الكتب الموثقة والمقالات والدوريات، وكذلك المؤتمرات والندوات والدراسات السابقة والتقارير وخلافه، والتي تهم فكر هذه الدراسة، 2- المنهج العلمي الوصفي التحليلي وهو يشمل الزيارات الميدانية فهي المنهاج الأنسب لأخذ رأي قطاعات كبيرة من الأفراد المعايشين لبعض هذه الموضوعات، وكذلك بعض الأشخاص من التيارات والتنظيمات الدارة في هذه الدراسة، للوصول إلى حقائق ومعطيات تعطي فكرة حول بداية نمو الفكر ومراحله، والتصورات والآراء في الفترات السابقة، وكذلك رأيهم اليوم، سواء أكانت هذه الآراء والتصورات ما زالت متواجدة بالفعل أم انتهت أو وئدت في حينها أم لا يزال هناك أفراد يعتنقونها أو يدينون بمذاهبها أو فكرها أما حدود البحث الزبانية والمكانية فقد انقسمت إلى قسمين، أولاً القسم التمهيدي يبدأ باليهودية في جزيرة العرب ثم بالمسيحية ثم الإسلام وتفرعاته، بسبب الفتنة أو الاجتهاد، مع تناول الظروف المحيطة بنشأة الدولة السعودية، خاصة وأنها مرتبطة بالفكر الديني الذي جزء أصلي في البحث، ثانياً القسم السياسي وهو الأكثر تعقيداً من البحث، والذي يبدأ منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة، وأي تناول تاريخي لما قبل حدود البحث إنما هو أما شرح لواقع الخريطة السياسية والدينية والفكرية قبل نشوء الدولة السعودية الثالثة، لتحديد التغيرات الحاصلة، أو تنال لسيرة شخصية من القيادات الدينية والفكرية التي ساهمت بشكل أو بآخر في الفكر الديني والسياسي والسعودي أما بالنسبة للحدود المكانية فقد تناولت هذه الدراسة الحركات السياسية، والمذاهب، والتيارات الفكرية والدينية في المملكة العربية السعودية، وأي تناول للفرق والمذاهب والأحزاب والتنظيمات والحركات السياسية خارج السعودية ليس إلّا لتحديد أفكارها ومدى انتشارها، خاصة تلك التي لها ارتباط وتأييد في الداخل السعودي من منطلق فكري أو عقدي.