أخبار عاجلة

المقتضب من كتاب جمهرة النسب

$30.00

تأليف: ياقوت الحموي

تحقيق: د. ناجي حسن

تاريخ الطباعة: 1987

عدد الصفحات: 432

الوزن: 0.588

ISBN —

السعر: 30$

الوصف

يعتبر علم الأنساب أحد القواعد الرئيسية التي استند عليها التدوين التاريخي عند العرب، وهو وأن تأخذ في الترتيب الزمني من الأيام بحكم طبيعة نشأتها التاريخية والاجتماعية، إلّا أنه شكل معها مادة تاريخية خصبة، أغنت الرواة وجيل المؤرخين من بعدهم، ومع هذا فإن الأنساب فاقت الأيام بمميزات كثيرة كانت الأيام تفتقر إليها، خاصة احتوائها على نوع من الانسجام الذي غالباً ما يصاحب التسلسل الزمني، والذي كانت الأيام بحاجة إليه، وهو خلاف ما ظنه روزنتال: «من أن الأنساب كانت ذات أهمية تقلّ كثيراً عن أهمية الأيام كشكل من أشكال التعبير التاريخي».

لقد كان اهتمام العرب قبل الإسلام بالأنساب ظاهرة واضحة وذلك لشدة التصاقها بأحوالهم السياسية والاجتماعية. فالنسب عندهم: «سبب التعارف، وسلم إلى التواصل، به تتعاطف الأرحام الواشجة، وعليه تحافظ الأواصر القريبة»، وهو موئل يائسهم، ومرجع بائسهم، به  يشدّ الأزر، ويأمن الخائف، فلا عجباً أن جعلوه حصناً لهم وأمناً، يعتزون به ويحافظون عليه، وغدا تراثاً للقبيلة يتناقله خلفهم عن سلفهم، مجددين من خلال ذلك، ما اندرس منه بفعل النسيان، أو نتيجة لتقادم الزمن، ويظهر أن النسّاب على اختلاف طبقاتهم، هم الذين رجع إليهم مؤلفو الأنساب بعد ذلك لتدوين مؤلفاتهم الخاصة بالنسب، وتحفظ كتب الأدب والتاريخ والتراجم كثيراً من الأسماء التي لمعت في الجاهلية والإسلام.

ومن ثم كان لظهور الإسلام وانسياح العرب في المناطق المفتوحة أثره في تنشيط الأنساب، خاصة بعد استقرار القبائل العربية في تلك المناطق، وترد أول إشارة للاهتمام المتزايد بالأنساب، وبشكل رسمي حين طلب الخليفة عمر بن الخطاب وضع حلّ جذري لمشكلة التجاوزات التي أحدثها المتطفلون في المناطق التي بنيت حديثاً كالبصرة والكوفة.

هذا ويعتقد البعض أن أول من كتب في الأنساب هو ابن اليقظان النسّابة (ت190هـ)، ولم يصل في آثاره إلّا مقتطفات في كتب تالية، إلّا أن الأنساب بشكلها المتقن أول ما ظهرت عند محمد بن السائب الكلبي (ت146هـ)، وهو أسبق بالظهور من أبي يقظان، وقد رجع محمد بن السائب إلى أفضل نسابة في كل قبيلة فأخذ منه نسب قبيلته ودوّنه، وأتمّ هذا العمل بعد ذلك ولده أبو المنذر (ت204هـ) هشام، وكتابه جمهرة النسب يعدّ الغاية التي إليها انتهى هذا العلم، لسعة مادته وغزارتها، ودقتها حتى قيل: «إنه لم يصنف في بابه مثله». وتبعه مصعب الزبيري (ت236هـ) في كتابه «نسب قريش»، والزبير من بكّار (ت256هـ) في كتابه «جمهرة نسب قريش وأخبارها»، واحتذى البلاذري (ت249هـ) حذوهم في «أنساب الأشراف» ثم جاء ابن حزم الأندلسي (ت456هـ) فلخص كتاب «جمهرة النسب» وأضاف إليه، وتبعه ياقوت الحموي فاقتضبه، فكان «المقتضب من كتاب جمهرة النسب الذي بين يدي القارئ، وهذا المقتضب يقتصر فيه ياقوت الحموي على أصول الأنساب دون الخوض في فروعها وتفاصيلها.