أخبار عاجلة

الموصل في العهد الأتابكي: حياتهم – ملوكهم – جيوشهم – جوامعهم – دياراتهم – مدارسهم (512-660هــــ/1127-1261م)

$20.00

سعيد الديوه جي

تاريخ الطباعة: 2019

عدد الصفحات: 272

الوزن: 0.466

ISBN 978-614-424-308-4

السعر: 20$

التصنيف: الوسم:

الوصف

اتخذ الأشوريون مدينة نينوى عاصمة لهم سنة 1080م وحصنوها فأقاموا حولها القلاع؛ ومنها القلعة التي كانت في الجهة الغربية من دجلة تقابل مدينة نينوى. تقع هذه القلعة فوق «تل قليعات» الذي يشرف على السهول الغربية المقابلة لمدينة نينوى، كما يشرف على السهول بين نينوى والموصل. فقد كانت هذه القلعة – الحصن – النواة لمدينة الموصل، فإن مناعة الموقع، وخصب السهول المجاورة لها، وقربها من دجلة، ووجود حامية في الحصن، ووقوعها على طرق رئيسية تصل بين طرفي الهلال الخصيب؛ كل هذا جعل الناس في شوق للسكنى حول الحصن المذكور، وأخذت البيوت تزداد على مر السنين. وفي سنة 602ق.م سقطت مدينة نينوى فدمرها الأعداد، وقتلوا أهلها، ولم ينجُ من سكانها إلّا القليل، ولا شك أن التخريب والقتل أصاب الحصن الغربي ومن حوله. وبعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن في البلاد، تراجع بعض السكان الذين سلموا من سيوف الأعداء إلى نينوى، وأسسوا لهم حصناً على «تل توبة» في نينوى، كما أن قسماً منهم رجعوا إلى الحصن الغربي فرمموه وسكنوا فيه. وصار قرب دجلة حصنان: أحدهما «الحصن الشرقي» وهو الذي فوق «تل توبة» يقابله في الجهة الغربية من دجلة «الحصن الغربي» الذي فوق «تل قليعات». وفي القرن الرابع قبل الميلاد – ازدادت العمارة حول الحصن الغربي، وصار قرية لها شأن يُذكر، وجاء ذكرها في رحلة العشرة آلاف بقيادة زنغون باسم سبلا. وعلى هذا فقد سار لـ«مسبلا» شأن يُذكر بعد سقوط نينوى لموقعها المهم الذي يصل بين عدة أقطار، وهذا الموقع نفسه سبب للمدينة ويلات ومصائب عبر التاريخ، فقد كانت ساحة للحروب التي استعرت نيرانها بين المتنازعين على الحكم، فكانت الجيوش يكتسحه فتدمر ما به، وكان الكتبة الآراميون يسمون الموصل «حصن عبورايا»، أي «الحصن الغربي« تمييزاً له عن الحصن الشرقي – نينوى. وفي القرن الثاني للميلاد توسعت المدينة، فكان حول الحصن بيوت وجنينة، ثم أخذ الفرس يهتمون بأمرها، ويعززون حماية الحصن بالجيش والعدد. وقبيل الإسلام صارت تُعرف بـ«نيو أردشير» ويذكر الشاري أن العرب كانوا يسمونها «خولان». وعلى هذا فقد صار للموصل حصن له سور وأبواب. وكانت الموصل وقت الفتح الإسلامي تشتمل على ثلاثة أحياء: حي المجوس، وهم الفرس الذين سكنوا الموصل، حي النصارى: كان قرب بيعة «مار أيشعيا» الحالية، وكانت تسمى «دير ربان أبشوع بار قسرعاً»، نسبة إلى الراهب الذي أسس الدير حوالي سنة 570م. والمحلة الأحمدية التي يسكنها اليهود قبل أن يهاجروا إلى فلسطين أما العرب فقد سكنوا الموصل وبلاد الجزيرة منذ القرن الثالث للميلاد، والقبائل التي انتشرت في هذه الديار هي بكر وتغلب وأيا والنمر. وقد فتح المسلمون الموصل سنة (16هـ/637م)، والقبائل التي اشتركت في الفتح هي: تغلب وإياد والنمر بقيادة تغلب وأياد والنمر بقيادة ربعي بن الأفكل العنزي .وقد توالى على الموصل العهد الأموي والعباسي وكانت لها مكانتها خلال تلك الفترات ، لتصل في عهد الأتابكة إلى مكانة مرموقة سطرها التاريخ. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول هذه الحقبة الزمنية التي مرت على مدينة الموصل، ذلك أن معالم الآثار الأتابكية لا زالت شامخة في مدينة الموصل من مدارس ومساجد ودار إمارة ، وآثار مختلفة أخرى، تتجسد فيها المعاني العظيمة التي مرت بها هذه المدينة العريقة إبان الفترة الأتابكية. هذا ويشير المؤلف إلى أن ما دفعه المؤلف لنشر كتابه هذا، ما تتعرض له هذه المدينة من خراب ودمار لأهم معالمها الأثرية، فتدمير المساجد والمواقع الأثرية، والمشاهد والكنائس، جاء على نحوٍ لا يُصدق، فجامع النبي يونس (عليه السلام)، والجامع المجاهدي، والمدرسة الكمالية (جامع شيخ الشط)، وجامع النبي شيت، وجامع النبي جرجس، وجامع قضيب البان، ومشهد يحي أبو القاسم وغيرها من الأماكن التي خسرها أهل الموصل، والموصل، لا يمكن أن تُعوض بما كانت تضمه من تحف وخطوط وبناء، ولم يبقَ بها إلّا ما حفظته الكتب والدراسات من صور وحقائق، والتي لا تعطي إلّا صورة محدودة لواقع هذه الأماكن الذي حاول المؤلف التأريخ لها بتاريخه لمدينة الموصل في العهد الأتابكي، في واقعها الاجتماعي، والتسليط على ملوكها، وجيوشها، وجوامعها، ودياراتها ومدارسها.