الوصف
يستثمر هذا البحث جدليّات التأنيث والتذكير التي اعتمدها «الإسلاميّون الجدد» لانتخاب ما يؤازر خطابهم الانتقائي من تاريخ الإسلام بعد الهجرة النبويّة فقط، أي بعدما اضطرّ المسلمون لاستبدال الكلمة بالسيف للرد على أعدائهم. ونظراً لتوهم الإسلاميين الجدد أن الدين تاريخ، والعكس صحيح، كما يفعل ذلك البسطاء، يغدو إسلامهم «الجديد» ليس من الإسلام بشيء. هو لا يمت بصلة لإسلام هؤلاء المتقين الذين نراهم يسارعون إلى المساجد للصلوات، لأنه يشيع عبادة صراع وعنف وكراهية، بدلاً عما يشيع له الإيمان الحق الذي يشتق اسمه من لفظ «سلام». لقد أنتج منظرو الإسلام الجديد مفاهيمهم التنقويّة في التجديد والحرب وبناء الدولة مرتكنين إلى افتراض خاطئ مفاده أن الوحي قابل للتجديد بهدف تعبئة الشبيبة الساخطة أصلاً على أوضاعها الخانقة في معظم الدول الإسلاميّة للعمل على لبناء دولة إسلاميّة عالميّة تقتفي أثر دولة الخلافة التاريخيّة، بصرف النظر عن المتغيرات، وعما شاب مؤسسة الخلافة من اختلالات قادت إلى تدهورها، ثم نهايتها على أيدي عدو خارجي. لقد ارتجع الإسلاميّون الجدد إلى أرشيف المعارضات الشيعيّة عبر التاريخ، مع إشارة خاصّة إلى تجارب «إخوان الصفا» و«الحشاشين»، لبلوغ حلم قوامه تلك الدولة المنتظرة. ونظراً لاعتماد الإسلاميين الجدد جدليّات التذكير والتأنيث المستوحاة أصلاً من نظرة صحراويّة دونيّة للمرأة، فإنهم واصلوا جدلهم لـ«تخنيث» العالم الغربي في محاولة لقلب خطاب ذلك العالم الصناعي الذكوري الذي سبق وأن اخترق العالم الإسلامي الذي كان مستكيناً ومحجباً، منتهزاً فرصة مراحل النكوص والتردي التي ألمّت بالشعوب الإسلاميّة حقبة ذاك. لذا يقودنا الأستاذ الدعمي لتفحّص عدد من تشكلات وتشعبات الإسلام الجديد.