الوصف
يكون مناسباً أن نهتم بالفنون التشكيلية في شتى مجالاتها، وإنجازاتها المختلفة المتطورة المعاصرة من عمارة، نحت تصوير (رسم)، فخار، زخرفة، ولكنا لم نجد الكتب الشاقية لا رواء البحوث التي تخوض علوم هذه الفنون وأسرارها التي نحن بصددها.
حيث تمهد للقارئ الكريم مفاتيح مغلقة أمامه في عالم الفنون الجميلة الواسع، ليتسنى له الإطلاع والاستقصاء على خبايا القدرة العالية الخلاقة عند الإنسان.
منذ أقدم العصور لما قبل التاريخ وحتى عصرنا الحالي الذي يتميز بالبحث وكشف أسرار الحضارات وفعاليات الإنسان وعلاقته بالكون، فكيف به ألّا يبحث ويستكشف ويصنف أعماله الجمالية التي تمثل جزءاً كبيراً من حياته حيث تغذي نفسيته وتجعله متمكناً من حضارته التي جعلته إنساناً فعالاً في مجتمعه.
والفنون هي الوجه الصقيل لفعاليته المستمدة من روحه الخلاقة المعالجة لشتى مظاهر الحياة الشخصية والعامة.
ما ورد في هذا الكتاب يستند إلى التحليل العلمي في إيضاح أسرار ومغالق الفنون التشكيلية، وهو حصيلة لقراآتي طيلة مدة لا تقل عن أربعين سنة قضيتها في فن الرسم وتعليمه وقرأتُ كثيراً في مجالات الفنون، مما حدى بي أن أقدم هذا المؤلف لطلابي في أكاديمية الفنون الجميلة متوخياً كذلك القارئ العربي حيث هذا الكتاب سيسد فراغاً في المكتبة العربية.
بحثي يستند إلى الأصول العلمية وكيفية ربط هذه الأصول تطبيقياً في عالم الفنون الجميلة مستنداً إلى التجارب الفنية التي زاولتها طيلة هذه المدة مسنداً هذا العلم وتطبيقه بالنواحي الإنسانية بشتى مظاهرها خلال العصور المختلفة حتى يومنا.
وقد بينتُ جميع الخصائص الممكنة المبسطة لمزاولة التطبيق في هذا العلم وفي مجالات الفنون حيث عبَّدتُ الطريق للقارئ حين الحاجة إليها.
ولعلمي أن المكتبة العربية تفتقر إلى مثل هذه الكتب ذات النمط الجديد حيث يعتبر العلم الذي أقدمه لكم من نوع فريد وحتى في بلاد الغرب، فقد استندت في وضعه إلى مراجع عديدة مدققاً فاحصاً في كل فكرة تعتريني في وضعه لتتم الفائدة.
وقد أستنزف وقتاً كبيراً في كتابته ورسمه بما لا يقل عن ثلاث سنوات.
وهذا المؤلف بحث في علم الفن «نظرياً وتطبيقاً» وُضِعَ لفائدة الفنانين والطلاب والمثقفين والمتعلمين والباحثين.
إن الجهد الذي لاقيته في وضع التخطيطات واللوحات الملونة والمصورات المرسومة أمر بالغ الدقة احتاج إلى جهد عالٍ كبير متوخياً إيضاح النظريات وتسهيل مهمتها.