الوصف
إن إطلاق وصف فلسفة الإختلاف لا يمر من دون إثارة مشاكل أنه وصف مستمد من النقد الموجه لفكر الهوية، لهذا لا يمكن للمرء أن يفهم تيار الإختلاف كتيار واحدي ومحدد المعالم، ذلك أن فكر الإختلاف لا يمكنه إلّا أن يكون مختلفاً ومخالفاً وليس واحدياً. وفي هذا الكتاب يتساءل د. «محمد علي الكبسي» «هل بعد ثمة حاجة للتشديد على أهمية الفسحات التي تمنحها فلسفة الإختلاف؟ لكن ما هو مستطاع من هذه الفسحات؟ هل بإمكانها أن تكون مجالاً للالتقاء الحضاري؟ ألا يضفي السعي الدؤوب لتأكيد مقولة الانفصال قناعاً على مبحث المساواة باسم البحث عن المنفرد والخصوصي؟ أليست الرغبة في التحرير من المرجعيات ومن التشاكل والهوية إثباتاً يتجسَس على الهويات وينوب عنها؟ هل كانت ترسانة المفاهيم المستعملة من طرف فكر الإختلاف قد عنت دلالات النقافات الأخرى؟«؟
وفي سبيل الإجابة على هذه التساؤلات يقف المؤلف أولاً عند تاريخ الفلسفة كمدخل ضروري لقراءة الفلسفة المعاصرة، وأبرز رموزها من الباحثين العرب ويعرض لآراءهم وإختلافاتهم ويناقشهم بعقل المفكر الناقد بهدف استجلاء ما ستؤول إليه المرحلة الراهنة وللوصول إلى أهداف مشتركة قريبة من أهداف الآخرين بالتواصل مع ما هو مشترك بيننا وبينهم «… فليس الفرادة وهوس التذرَر ما يحرك الحضارات وإنما المشترك فهو القمين بتبدَل المواقف وتعديل النظر وتنسيب القرار»…
توزع الكتاب على ثمانيَة فصول تضمن مواضيع متنوعة مثل: النقد، جنس المثقف، فكر الإختلاف، في الرهانات، في إيديولوجيا العولمة، في الكونيَة، في الديمقراطيَة والاستبداد… إلخ.