الوصف
لا يزال يكتنف تاريخ القبائل العربية التي تسكن وسط صحراء شرق الجزيرة العربية الكثير من الغموض، وأعتقد أن سبب ذلك يعود إلى تفشي الأمية بين البدو قديماً وعدم الاهتمام بالكتابة أو لعدم الحاجة إليها.
فقد كان نمط حياة الإنسان البدوي يعتمد وبشكل أساسي على المخصصات المالية التي يقدمها لهم الحكام الأقوياء من أصل مال الزكاة في مقابل استخدام رجالهم كمقاتلين عند الضرورة لذا لم تكن الكتابة أو القراءة تمثل ضرورة من ضروريات البقاء بالنسبة لهم، حيث لا وجود لعقارات أو معاملات تجارية بحاجة للتوثيق.
إضافة إلى ذلك لم تكن الصحراء مطمع للأجانب لذا ضاعت أيضاً فرصة توثيق هذا التاريخ وسط السجلات التجارية أو المراسلات السياسية والدبلوماسية على الرغم من استمرار الوجود الأجنبي في شرق الجزيرة لفترة تزيد على خمسة قرون متصلة ابتدأ من الاحتلال البرتغالي للبحرين والقطيف وانتهاء بسيطرة العثمانيون على الأحساء.
وفي ظل كل ذلك أصبحت «المثويلوجيا» والشعر وسيلة الربط الوحيدة بين ماضي الإنسان البدوي وحاضرة.