الوصف
من يرغب في دراسة الخلق المسرحي، أو التمثيلي، أو الإخراج، أو الديكور، يجد بصعوبة «البيليوغرافيا» المرجوة والوثائق المطلوبة – ذلك أن بعض هذه الوثائق قد نفد، والبعض الآخر مبعثر ولم يترجم بعد. ليس في استطاعة هذه «الأنتولوجيا» أن تشير إلى كل المدارس الموجودة، ولكنها تعكس، دون تحيز الاتجاهات الرئيسية، وفقاً للأزمنة، والبلدان، والشخصيات. وتجمع لأول مرة باللغة الفرنسية، نظريات رجال المسرح في العالم بأسره، منذ العصور القديمة حتى أيامنا هذه، وذلك في مختلف الميادين التي يمارس فيها الفن المسرحي.
سيجد القارئ، إذن، في الفصل الأول من هذا الكتاب، نصوصاً تميل إلى تعريف المسرح، وموقف مختلف المجتمعات منه، ابتداءً من هجمات آباء الكنيسة حتى سعة الفهم الحالية.
ويذكر الفصل الثاني «المقاييس» التي فرضت على المؤلفين المسرحيين، ومجموع «فنون الشعر»، «قواعد البناء التقليدية» والمنشورات التي اعتبرت ثورية في حينها، مثل «مقدمة كرامويل»، أو «منشور المستقبلية».
ويختصّ الفصل الثالث بالممثلين، والتكنيك الصوتي والجسدي للمثل بصفة خاصة، كما أنه يعرض قضية الإحساس ابتداءً من «تناقض» ديدرو. أما بعض الاستشهادات المأخوذة عن التكنيك الشرقي فتساعد القارئ على تعميق الأفكار الحديثة عن «مسافية» الممثل بالنسبة للدور الذي يؤديه.
ويذكر الفصل الرابع، عن الإخراج والعمارة المسرحية، ما يمكن فهمه دون الالتجاء إلى المراجع التصويرية الدقيقة أو المصطلحات المعقدة. ومن المميز أن غالبية نصوص الفصل الثاني (تفوق تكنيك الكتابة) وتتعلق بالماضي، بينما تتعلق نصوص الفصل الأخير (عهد المخرج) بالفترة المعاصرة بصفة خاصة.
والنصوص مرتبة ترتيباً زمنياً داخل كل من هذه الفصول الأربعة، (وغالباً ما يراعى الترتيب الزمني تاريخ نشر النص المذكور)، حيث اختلط مؤلفون من مختلف الجنسيات. هذا وقد اختيرت الاستشهادات الأجنبية لا لخصائص إقليمية وإنما لرجوعها إلى ناحية عامة للمسرح. وفي نهاية كل من هذه الفصول الأربعة استشهادات قصيرة تعالج موضوع الفصل الساق ذاته، ولكن على مستوى أكثر طرافة، بل وفكاهة.